مقدمة
قال تعالى : ) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً (
الحمد لله ولي كل توفيق وملهم كل خير ، والهادي إلى كل حق . وما كنت أهلاً لشيء لولا سابغ لطفه وعظيم امتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله انشأ أوشاج القبائل والشعوب بأوصال التعرف والأنساب . اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وآل بيته وعترته ونسله الأطهار . وعلى السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ابنته البتول وابنيها من الإمام علي كرم الله وجهه الحسن والحسين سيَّدي شباب أهل الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر ) رواه البخاري والترمذي . وروى الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنهما قال : سمعت رســول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( مَثَل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح ، من تمسك بها نجا ، ومن لم يتمسك بها غرق )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة قاطع رحم ) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود .
وقد دفعتني ( أنا محمد فخري بن حكمت القدسي ) نعمة الشرف والانتساب إلى جدي الأعلى سيدنا الإمام الحسين للعناية بجمع هذا الكتاب الجامع لتسلسل أسرتنا ، عملاً بقوله تعالى : ) قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ( . وبما أن تكريم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذريته شعبة من شعب الإيمان وواجب على كل مسلم وفي ذلك يقول الشافعي رضي الله عنه :
يا آل بيت رســول الله حبكم فرض مـن الله في القرآن أنزلـه
وبما أن مقياس التفاضل في الإسلام ينحصر في شيئين وهما التقوى والعمل الصالح ، لذا فإن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلَّم ليسوا أفضل من غيرهم أو خيراً منهم ولكن الله أوجب لهم التكريم والاحترام اجلالاً لجدهم المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا بالإضافة إلى أن الانتساب إلى عترته الطاهرة تكليف قبل أن يكون تشريفاً وعلى قدر التشريف يضاعف التكليف على المنسوب وهذا لا يكون إلا بالتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اللهم كما جعلتنا من أمته وعترته أكرمنا اللهم بالمعية معه واحشرنا تحت لوائه صلى الله عليه وسلم .
فآصرة القربى هي من أقرب البواعث على دوام المودة والمحبة . كما دفعتني للقيام بهذا العمل خصال أسرتنا على مر الزمان وعلى ما هـو معلوم بين أفراد مجتمعنا والحمـد لله ، المتمثلة في مـبرة الأهل والأقارب ، والإحسان إليهم وحسن الخلق وعدم الإضرار بالناس ، والاستقامة والنـزاهة في العمل ، وحب الوطن ، وحب أفراد الأسرة بعضهم بعضاً وتراحمهم وتوادهم . وانطلاقاً من هذه السجايا وتجنباً لما ورد عن قاطعي الرحم بالآيات الكريمة :
) فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتُقَطِّعُوا أرحامكم ، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ، أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ( .
ونحن عندما نهتم بالأنساب لنبرهن على عراقة هذه الأمة التي أنجبت عباقرة تاريخ الإنسانية بمآثرهم في كل منحى من مناحي الحياة وأن الأمة التي أنجبت أولئك العمالقة لم تعقم بل هي قادرة على إنجاب أمثالهم وأنها أمة خالدة لن تموت مهما أصابها من نكبات ، وحياة لغتها دليل على خلودها لذا فإنني عمدت إلى جمع تراثنا في هذا الكتاب ، أقدمه للأسرة الكريمة ليجد فيه من تقدم به العمر متعة التذكر والمزيد من الإطلاع ، وليكون للشباب والناشئة والأحفاد من أبناء أسرتنا خير مرجع لمعرفة أصل الأسرة وتاريخها ، وخير باعث على دوام المجد والمحبة والوداد .
ولنذكر قول عبد الله بن معاوية :
لسـنا وإن أحسـابنا كرمـت يومـاً علـى الأحسـاب نتكل
نبني كمـا كـانت أوائلنــا تبني ونفعـل مثـل مـا فعلـوا
فرجعت إلى الشجرة القديمة ( مخطوطة النسب ) ، وأخذت منها ما ورد من الأصل وراجعته على ما استخرجته من بطون كنـوز دارالكتب المصرية بالقاهرة ، ومن المكتبة الظاهرة ومكتبة الأسد بدمشق . فوجدت المطابقة لما ورد في الشجرة القديمة ( المخطوطة ) وكتب الأنساب من حيث تسلسل الأجداد بدءاً من سيدنا الإمام الحسين وحتى السيد موسى رقم 9 .
تم تابعت التسلسل من شجرة الأسرة حتى الجد السيد عمر رقم 21 حيث صادق على صحة هذا النسب نقيب الأشراف بمدينة دمشق الشام السيد حسن الحسـيـني عام 1139 هـ .
وتابعت تسلسل الأجداد إلى الجد رقم/25/السيد (عبد الرزاق) وهو الجامع لفروع الأسرة والمولود عام 1185 هـ والموافق 1771م ، وقد توفي عام 1835م .
وقسمت الشجرة إلى سبعة فروع حسب عدد أولاد عبد الرزاق المنجبين للذرية . ثم تابعت البحث في تسلسل الأجداد كل فرع على حدة حتى منتصف عام 1999 م . مع تراجم كل قسم وقد استكملت البحث بتمهيد ذكرت فيه لمحة موجزة عن تاريخ الأنساب ، ومن ثم المنسوبين للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن هو نقيب الأشراف وما هي وظيفته ، وترجمة موجزة لنقباء الأشراف الذين صادقوا على صحة نسب أسرتنا .
وقد وثقت مخطوطة النسب من نقيب أشراف دمشق السيد عبد الكريم الحمزاوي بتاريخ 7/7/1990 ، كما وثقتها من مديرية الآثار والمتاحف وحفظت صورة عنها تحت رقم 29 وتاريخ 5/5/1990 وأودعت صورة عنها في مكتبة الأسد تحت رقم م ش/ م /5293 .وفي الطبعة الثانية تحت رقم ص /203876-203877 تاريخ 9 /4/2000 م .
وختاماً فقد بذلت من الجهود ما أرجو معه المثوبة منه تعالى وعلى كل حال فإن الكتاب كما قال بعض العلماء ( كالمكلَّف لا يرتفع عنه القلم ) حيث لا يخلو كتاب من أن يعود عليه قلم القارىء المحقق بالتنقيح والتصحيح مع الشكر له ومن الله أستمد العون وهو ولي التوفيق .