دخل أحد الأيام صبي يبلغ من العمر 10 سنوات إلى مقهى وجلس على الطاولة , فوضعت الجرسونة أمامه كأساً من الماء ، فـسأل الصبي : بكم الايسكريم بالكاكاو ؟
أجابته : بخمس دولارات !
فاخرج الصبي يده من جيبه وأخذ يعد النقود ، فـسألها مرة أخرى : حسناً وبكم الايسكريم لوحده , بدون كاكاو ؟
في هذه الأثناء كان هناك الكثير من الزبائن ينتظرون خلو طاوله في المقهى للجلوس عليها ، فـبدأ صبر الجرسونة بالنفاذ !! فأجابته بفظاظة : بأربع دولارات ..
فعد الصبي نقوده وقال : سآخذ الايسكريم العادي .
فأحضرت الجرسونة الايسكريم ووضعت فاتورة الحساب على الطاولة وذهبت .
انتهى الصبي الايسكريم ودفع حساب الفاتورة وغادر المقهى ، وعندما عادت الجرسونة إلى الطاولة أغرقت عيناها بالدموع أثناء مسحها للطاولة ! حيث وجدت بجانب الطبق الفارغ .. دولار واحد .
أترون !! لقد حرم الصبي نفسه الايسكريم بالكاكاو حتى يوفر لنفسه دولاراً !! يكرم به الجرسونة .
ما دعاني لطرح هذا الموقف أو القصة القصيرة هو أننا كثيراً ما نقع في حرج أو نتسبب في شحن نفسي تجاه أناس آخرين نحمل لهم الكثير من الحب والتقدير ، ولكن الاستعجال بإصدار حكمنا عليهم بدون تأكد يتسبب في فهمهم بشكل خاطئ ، فـ كما رأينا الجرسونة نفذ صبرها لأن الصبي أخذ يبدل رأيه بين الآيسكريم العادي أو بالكاكاو وظنت بهِ ظن السوء .
دائماً نتسرع باتخاذ مواقف نجدها لاحقاً خاطئة هذا إذا وجدناها !! ونظل نعتقد أنهم كذلك إلى أن يشاء الله .
لا نملك الصبر ولا نعطي مساحة للغير في الكثير من المواقف في الحياة سواءً في العمل أو في المحيط العائلي أو في محيط الصداقة